عين الحقيقة/متابعات
تتفشى الأوبئة والأمراض المعدية ( الكوليرا , الدفتيريا , انفلونزا ) ومن بينها الملاريا وحمى الضنك اللتان تأخذان طريقهما الى أوجاع اليمنيين الذين يعانون من ويلات الحرب والاقتتال منذ اندلاع الحرب التي فرضها التحالف العربي بقيادة السعودية في مارس / آذار 2015 م.
مدير عام البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا في اليمن الدكتور / محمد هادي قال أن عدد المصابين بحالات الملاريا في العام الماضي 2018م 138101مصابا وأن عدد المصابين منذ مطلع العام الجاري 2019م وحتى نهاية شهر أكتوبر الماضي بلغ 116523 مصابا .
مضيفا أن عدد حالات الإصابة بحمى الضنك أو ما أسماها الإشتباه بالإصابة بحمى الضنك بلغ خلال العشرة أشهر من العام الجاري 2019م حوالي 22950 حالة فيما بلغ عدد الحالات المشتبه اصابتها بحمى الضنك خلال العام الماضي 2018 م حوالي 27983 حالة إصابة .
وأوضح " هادي "أن عدد حالات الإصابة بوباء الملاريا وحمى الضنك في ازدياد كبير وخاصة في محافظة الحديدة
منوها الى أن سبب انتشار الملاريا وحمى الضنك المخيف يرجع الى اتساع رقعة المستنقعات التي تحوي المياه الراكدة وكذا طفح مياه الصرف الصحي التي تتسبب بانتشار البعوض
مضيفا : أن هناك العديد من الحميات المنتشرة في الحديدة بالذات وأن مكافحتها لا تنحصر على القطاع الصحي فقط وإنما تتطلب دور فاعل للسلطات المحلية للقيام بواجبها في عمليات ردم تلك المستنقعات و تكثيف أداء فرق الرش التي كانت من السابق تكافح البعوض بشكل أكبر .
وبحسب مصادر رسمية فإن رئيس المجلس السياسي في سلطة صنعاء / مهدي المشاط كان قد وجه أمس قطاع الصحة والجهات ذات العلاقة بسرعة التوجه لأماكن انتشار الأمراض المعدية وخاصة في مديرية الجراحي بمحافظة الحديدة ومضاعفة جهودها للقضاء على الأوبئة والحميات المنتشرة هناك ومن أهمها حمى الضنك والملاريا اللتان باتتا تفتكان بالأهالي وخاصة في مديرية الجراحي بمحافظة الحديدة .
من جانبه قال الدكتور / عبدالرحمن جار الله مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة الحديدة : أن السبب الرئيس في انتشار حمى الضنك والملاريا هو تجمع الحفريات والمستنقعات المائية المليئة بالمياه الراكدة اضافة الى طفح المجاري
لافتا في تصريحه الى أن أهم مناطق انتشار الحميات في الحديدة هو مديرية الجراحي وخاصة مدينة الجراحي ( السوق العام ) التي ارتفعت فيها عدد حالات الوفاة خلال اسبوعين فقط الى 25 حالة مشتبه بها بالضنك والملاريا واكثر من الفي حالة اصابة لذات المرضين ( الضنك والملاريا ) .
من جانبه أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة العامة والسكان في سلطة صنعاء الدكتور / يوسف الحاضري : أن الوزارة قامت بالنزول الميداني عبر فرق ميدانية وعمل مخيمات إضافية والاجتماع بالسلطات المحلية في الحديدة لاحتواء هذه الامراض المنتشرة ( الملاريا وحمى الضنك ) .
وفي سياق حديثه دعا الدكتور الحاضري كافة شرائح المجتمع والسلطات المحلية الى التكاتف والتعاون مع القطاع الصحي في القضاء على هذه الأمراض التي باتت تفتك بالناس ـ حد قوله ـ
منظمة الصحة العالمية كانت قد نبهت مطلع العام الجاري 2019 أن 21 مليون يمني يعيشون في المناطق المعرضة لخطر الإصابة بالملاريا، وأكثر من سبعة ملايين شخص في المناطق شديدة الخطورة
فيما قالت المنظمة ان حالات الاصابة بحمى الضنك في ازدياد في اليمن وانه ظهرت أول حالة إصابة في 1994 بمحافظة تعز وسط البلاد، قبل أن يستوعب الوباء في عدة محافظات، لكن بالرغم من مرور 23 عاماً على ظهوره
وبحسب مصادر طبية : عملية تشخيص حمى الضنك ومعالجته ما زالت دون المستوى، حيث يقتل المرض كثيراً من المرضى بسبب التشخيص الخاطئ أو عدم توفّر العلاج الإسعافي الصحيح وخاصة في ظل اوضاع الحرب المأساوية التي تعيشها اليمن .
وفي عام 2017م ووفقا لتقارير دولية : عالجت منظّمة أطباء بلا حدود وحدها أكثر من 10 آلاف مصاب بالملاريا في اليمن وعزت معظم الوفيات الناجمة عن المرض إلى عدم توفر التشخيص والعلاج المبكرين بسبب ما وصفته أنه : " ضعف الوصول إلى الرعاية الصحيّة وغياب وسائل الوقاية " .
وفي السنوات السابقة ما قبل بداية النزاع العسكري وبحسب تقارير محلية وأممية : كانت وزارة الصحة العامة والسكان اليمنية تستجيب لارتفاع حالات الملاريا وحمى الضنك بتقديم العلاج وتزويد المراكز الصحيّة بإمدادات الأدويّة ومُكافحة نواقل المرض عبر توزيع الناموسيات على السكّان ورش المبيدات الحشرية.
إلا أنه ـ وفقا لذات التقارير ـ : وبسبب النزاع وانهيار النظام الصحي ـ بحسب مراقبين ـ لا يمكن اليوم المحافظة على نفس مستوى الاستجابة ولذلك أصبح الوضع في تدهور .
ووفقا لدراسات : فإن حمى الضنك هي مرض فيروسي ينقله البعوض وقد انتشر بسرعة في كل أقاليم منظمة الصحة العالمية في السنوات الأخيرة. وتنقل فيروس الضنك أناث البعوض وذلك أساساً من جنس الزاعجة المصرية Aedes aegypti وبدرجة أقل الزاعجة المرقطة A. albopictus. The كما ينقل هذا النوع من البعوض داء الشيكونغونيا والحمى الصفراء والعدوى بفيروس زيكا. ويتفشى المرض على نطاق واسع في الأقاليم المدارية، مع تغايرات محلية في مستوى الخطر تتأثر بمعدل هطول الأمطار، ودرجة الحرارة، والعمران السريع العشوائي.
وعن تاريخ المرض ( حمى الضنك ) تقول الدراسات : تم التعرف على حمى الضنك الوخيمة (المعروفة أيضاً باسم حمى الضنك النزفية) في الخمسينات من القرن الماضي أثناء فاشيات الضنك في الفلبين وتايلاند. أما اليوم فإن حمى الضنك الوخيمة تنتشر في معظم بلدان آسيا وأمريكا اللاتينية، وقد غدت من بين الأسباب الرئيسية للإدخال إلى المستشفيات والوفيات في صوف الأطفال والبالغين في تلك المناطق.
وهناك أربعة أنماط متمايزة، وإن كانت ذات صلات وثيقة، من الفيروس المتسبب بحمى الضنك وهي: DEN-1 و DEN-1 و DEN-1 وDEN-1. ويؤدي تعافي المريض من العدوى إلى اكتسابه مناعة تدوم طيلة العمر إزاء النمط الذي أُصيب به. على أن المناعة المتصالبة المكتسبة بعد الإبلال إزاء الأنماط الأخرى تظل جزئية ومؤقتة. وتزيد العداوى اللاحقة بأنماط أخرى من مخاطر الإصابة بحمى الضنك الوخيمة.
وبالنسبة للملاريا وبحسب دراسات أيضا : فإن هناك خمسة أنواع من المتصوّرات التي تسبّب الملاريا البشرية، ونوعان منهما تسببان تهديدا كبيرا هما: المتصوّرة المنجلية والمتصوّرة النشيطة اللتين تتوزّعين جغرافيا على الشكل التالي:
-المتصوّرة المنجليةP. Falciparum : هي طفيلي الملاريا الأكثر انتشارا في القارة الأفريقية. وهي مسؤولة عن معظم الوفيات الناجمة عن الملاريا على الصعيد العالمي.
-المتصوّرة النشيطة P. Vivax : هي طفيلي الملاريا السائد في معظم البلدان خارج أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
وتؤكد الدراسات : أن خدمات التشخيص والعلاج في المراحل المبكّرة تسهم في التخفيف من حدّة أعراض الملاريا وتوقي الوفيات الناجمة عنها. كما تسهم في الحدّ من سريانها. ويتمثّل أفضل علاج من بين العلاجات المتوافرة لمكافحة الملاريا، ولاسيما الملاريا المنجلية، في المعالجة التوليفية القائمة على الأرتيميسينين. Artemisinin-based combination therapy (ACT) فبعد مضي سبعة أيام أو أكثر على حادثة تعرّض للدغة البعوض الحامل لطفيليات الملاريا، تكون الأعراض الأولى للإصابة هي الحمى والصداع والتقيّؤ التي يصعب ربطها السريع بالملاريا. ويمكن أن تتطوّر الملاريا المنجلية، إذا لم تُعالج في غضون 24 ساعة، إلى مرض وخيم يؤدي إلى الوفاة في كثير من الأحيان.
ويقول أطباء : يظهر على الأطفال المصابين بحالات وخيمة من الملاريا واحد أو أكثر من الأعراض التالية: فقر دم وخيم، أو ضائقة تنفسية من جرّاء الإصابة بحماض استقلابي، أو ملاريا دماغية. وعادة ما يُشاهد لدى البالغين أيضاً تعرّض أعضاء متعدّدة من أجسامهم. وقد تظهر لدى بعض الأشخاص، في المناطق التي تتوطّن فيها الملاريا، مناعة جزئية ضدّ المرض ممّا يفسّر حدوث حالات عديمة الأعراض.