كشفت دائرة التوجيه المعنوي بصنعاء الستار مجددا عن تفاصيل اغتيال الرئيس الأسبق لليمن إبراهيم الحمدي والذي يحظى بشعبية كبيرة بين اليمنيين حيث قالت الدائرة أن جريمة الاغتيال ارتكبها النظام السعودي قبل نحو أربعة عقود، وأنها ـ وفق وصفها - جريمة استهدفت استقرار البلد ونالت من شخص رئيس أرق الرياض وحكامها، فصير إلى اغتياله بأبشع الجرائم والأساليب التي اعتمدتها السعودية ـ حد تعبيرها ـ
وفي حوار نشرته " مرآة الجزيرة " كشف نائب دائرة التوجيه المعنوي بصنعاء العميد عبدالله بن عامر عن تفاصل جريمة اغتيال الحمدي ووقوف السعودية ورائها وأن تلك التفاصيل ـ حد قوله ـ تأتي في إطار معركة وصفها بالمصيرية قائلا : فإما أن يكون اليمن الحر المستقل أو يعود اليمن الخاضع للوصاية والهيمنة وبمعنى أوضح إما أن نكون أو لا نكون .
ويضيف بن عامر في حديثه عن جريمة اغتيال الرئيس الأسبق لليمن إبراهيم الحمدي بقوله : " عندما تطرق المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع (مايو 2019)، إلى الشهيدين الصماد والحمدي كنا وقتها قد توصلنا إلى الكثير من المعلومات بشأن جريمة اغتيال الحمدي تحديداً، وكان أمامنا كذلك خطوات أخرى يفترض الإقدام عليها لاستكمال الملف وهو ما حدث خلال الأشهر الماضية وبالتالي فالتأخير كان له علاقة باستكمال المعلومات "
ويمضي نائب دائرة التوجيه لشؤون الإعلام الى القول : " الجريمة لم يصدر بها أي تقرير منذ ارتكابها بسبب أن أدوات السعودية هي من تولت الحكم بعد الجريمة وظل اليمن تحت الوصاية السعودية وبالتالي كان من الخطوط الحمراء فتح ملف هذه القضية فكل من كان يقترب منها كان يتعرض للتصفية، ولهذا فقد نجحنا في الخطوة الأولى وهي الخطوة الأكثر أهمية فمجرد الكشف عن هذه القضية يعتبر إدانة للنظام السعودي الذي يحاول تحسين صورته أمام اليمنيين وكذلك أمام العالم”.
ويؤكد على القول : “كلما تم الكشف عن مثل هذه الجرائم اتضحت الحقائق أكثر للناس، وأن المواجهة الشاملة بين اليمن والسعودية والدائرة اليوم تعتبر نتيجة مائة عام من التدخل في الشأن اليمني بدأت بمجزرة تنومه ضد الحجيج اليمنيين وحتى العدوان الحالي، وهذا ما يجعلنا نؤكد أن كل عملية عسكرية تعتبر رد مشروع على كل تلك الجرائم ومنها بالطبع جريمة اغتيال الرئيس الحمدي التي تعتبر ضمن قائمة طويلة من الجرائم مع أهميتها باعتبارها استهدفت رئيس دولة، أحبه الشعب اليمني ولا يزال نظراً لوطنيته ونزاهته وحبه الكبير لليمن وتضحيته من أجل استقلاله وازدهاره
وينوه بن عامر : “المشاركة السعودية في جريمة اغتيال الرئيس الحمدي تتمثل في التخطيط والتمويل وكذلك المشاركة الفعلية إضافة إلى التغطية على الجريمة واستهداف كل من يحاول كشف تفاصيلها أو حتى البحث عن أي معلومة بشأنها ومعظم تفاصيل الجريمة تتغلغل فيها “السعودية” أو بالأصح النظام السعودي من التخطيط إلى التنفيذ، فقد أشرف الملحق العسكري السعودي بصنعاء على تنفيذ الجريمة وحضر بنفسه لحظة إطلاق النار على الرئيس الحمدي وإلى جانبه ثلاثة سعوديين لم نتوصل إلى أية معلومات عنهم سوى أنهم جنسيتهم، وهذا بحسب وثيقة تعود إلى تلك الفترة ذكرت تلك التفاصيل ومن المؤكد أن هؤلاء الثلاثة من الاستخبارات السعودية فدخولهم إلى صنعاء وكذلك خروجهم منها قبل وبعد الجريمة يؤكد أنهم كلفوا بمهمة ويختتم عامر بالإشارة الى وجود تشابه في التفاصيل بين قضية اغتيال الرئيس الحمدي وقضية اغتيال الصحفي جمال خاشقجي ومن ضمن ذلك وصول 3سعوديين إلى مطار صنعاء ليلة ارتكاب الجريمة ومغادرتهم فور ارتكابها وهذا ما حدث بالفعل مع الصحفي خاشقجي