اكدت صحيفة لندنية تعليقا على تجليات الاحداث في عدن واعلان الانتقالي الانفصال فجأة جنوب اليمن بانها ضربة قوية لهادي والتحالف معاً
وتجسد بداية النهاية وانهيار للّحملة الواهية والشكليّة في هذا التّحالف الذي يقاتل انصار الله في الشمال.
واشارت رأي اليوم في افتتاحيتها ان السّيول الجارفة التي اجتاحت مدينة عدن الأسبوع الماضي وأسفرت عن مقتل 21 شخصًا، وتدمير المُؤسّسات والبيوت كانت الشّعرة التي قصَمَت ظهر بعير التّحالف وقطَعت شعرة معاوية بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحُكومة الشرعيّة في الرياض.
وقالت : ان الشعب اليمني في عدن وجد نفسه وحيدًا دون أيّ دعم أو خدمات، أو عمليّات إنقاذ لمُساعدته في مواجهة هذه الكارثة، فنَزل إلى الشّوارع في مُظاهرات احتجاج صاخبة، وقد استغلّ المجلس الانتقاليّ الانفصاليّ حالة الغضب هذه لإعلان الخطوة الأُولى والأهم لتطبيق نواياه العمليّة في الانفِصال، أيّ الإدارة الذاتيّة.
ولفتت ان المجلس الانتقالي بإعلانه حالة الطّوارئ، والحُكم الذاتي، بدَأ في تكريس سيطرته الإداريّة، وإلغاء وجود المؤسّسات الحُكوميّة التّابعة لحُكومة هادي.
مؤكدة سيطِرت قوات الانتقالي على جميع الوزارات وميناء عدن ومطارها، والبنك المركزيّ، ومنعت رئيس وزراء حُكومة هادي من العودة إلى عدن ..
كما أكدت ان حكومة الشرعيّة بتلك الاجراءات تكون قد خَسِرت العاصِمتين الأولى (صنعاء)، والثّانية المُؤقّتة (عدن)، وبات لِزامًا عليها أن تبحث عن عاصمةٍ ثالثةٍ لنقل إداراتها إليها، وكذلك المجلس المركزي، وقد تكون مُحافظة حضرموت.
واشارت الصحيفة اللندنية ان ما يحدث هو حلقة أخرى من حلقات تفتيت اليمن، والجنوب منه خاصّةً.. مستبعدة عودة الجنوب إلى عهد السّلاطين الذي كان سائدًا تحت الاحتِلال البريطاني قبل الاستِقلال عام 1967.
وبررت استحالة ذلك لتبلور دولة الشمال بشَكلٍ مُتسارعٍ ومُعارضة خمس مُحافظات (حضرموت، أبين، شبوه، المهرة، وسوقطرة) لبيان المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يُعلِن الحُكم الذّاتي يَشِي بالكثير في هذا المِضمار.
واكدت بان حركة “أنصار الله” الحوثيّة الكاسِب الأكبر من هذه التطوّرات الانفصاليّة في الجنوب وما يُمكِن أن يترتّب عليها من ردودِ فِعلٍ رافضة أو مُؤيِّدة وذلك لأنّها تزداد قوّةً وتوسُّعًا، ويسود الهُدوء مناطقها الشماليّة كما استطاعت في الفترة الأخيرة استِعادة محافظة الجوف وأجزاء كبيرة من مأرب، وفوق هذا وذاك أصبحت الحركة وحُلفاءها قوّةً إقليميّةً عسكريّةً يُحسَب لها ألف حِساب، ولهذا لا نَستبعِد أن يكون السيّد عبد الملك الحوثي، زعيم الحركة يَفرُك يديه فرحًا وهو يُتابع ما يَجرِي في الجنوب اليمنيّ..