تدخل الخلافات السعودية – الإماراتية في اليمن ،منعطف جديد، وهو ما ينذر بتحالفات عابرة للخليج، فهل تتجه السعودية لفتح صفحة جديدة مع تركيا وترك الامارات تغرق في وحل طموحها باليمن؟
وسائل اعلام سعودية صبت مؤخرا تركيزها على التحرك التركي في اليمن، وأخر ذلك تقارير قناة العربية عن تحركات تركية لإرسال مقاتلين سوريين إلى اليمن لمساندة قوات هادي التي تدعمها السعودية اصلا. وبغض النظر عن مدى دقة الخبر، يأتي تحريك الفزاعة التركية في وقت عصيب تمر به السعودية والإمارات مع تداعي سفراء دول كبرى لإبرام اتفاق في اليمن يقلص مساحة الحرب ويوزع النفوذ.. فالسعودية كما تشير التقارير الاعلامية تسعى لحصر الامارات جنوب اليمن وتحديدا في عدن ومحيطها حيث يسيطر اتباعها في المجلس الانتقالي، على أن تظل بقية المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف شرق وغرب اليمن تحت قبضة الرياض بما تحويه من منافع اقتصادية واستراتيجية، لكن هذه الوصفة لا تبدو أنها تتماشى مع طموح ابوظبي التي تسعى للحصول على جزء اكبر من الكعكة شرقا وغربا، وتتوق للحصول على موطئ قدم في سقطرى والانتفاع من غاز شبوة مع ابقاء السواحل الغربية تحت قبضتها.. هذه الخلافات أو التباينات التي يحبذ فرقاء التحالف وصفها باتت مؤخرا تجر الطرفين إلى بؤرة صراع جديدة قد تمتد من سقطرى وحضرموت والمهرة في الشرق وحتى الساحل الغربي مرورا بالجنوب، ومؤشرات ذلك كبيرة في ظل التحشيدات والتحشيدات المتبادلة التي شهدتها محافظات سقطرى والمهرة وحضرموت ، ناهيك عن استئناف المعارك في ابين واعادة الامارات نشر قواتها في عدن.
جميع التحركات على الأرض تؤكد بأن فرقاء التحالف ماضون في تفجير الوضع العسكري خصوصا الإمارات التي تلقي حاليا بكل ثقلها في سقطرى والمهرة ووادي حضرموت في محاولة للضغط على السعودية التي تصعد في ابين وتمكنت من نقل المعركة إلى عدن عبر تحريك فصائل كانت ذات يوما موالية لأبوظبي.
قد تشهد المحافظات الجنوبية والشرقية وصولا إلى اجزاء من الساحل الغربي لليمن مواجهات مفتوحة نظرا للتحركات العسكرية وقد تحتوي السعودية والإمارات هذه التحركات باتفاق من تحت الطاولة على غرر اتفاق الرياض، لكن المؤكد أن الوحدة السعودية الاماراتية التي ظل مسؤولي البلدين يتغنوا بها خلال فترة الحرب على اليمن ولت إلى غير رجعة وعلى دول الخليج كما يقول وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية انور قرقاش التفكير في المستقبل العابر للتعاون الخليجي، فقرقاش كما يبدو بات يدرك بان الحديث عن تدخل تركي في اليمن من قبل الاعلام السعودي وفي هذا التوقيت الذي تعرضت فيه بلاده لنكسة كبيرة في ليبيا على ايدي هذه القوات تهديد مباشر لبلاده ومصالحها في اليمن فإما تقبل ما تجود به الرياض أو ستخسر كل شيء، فالأنباء الواردة من اقبية المفاوضات السرية تؤكد وجود تحركات سعودية للتقارب مع تركيا وأن تلك التحركات قد تفضي، وفقا لتقارير اعلامية، للقاء بين قادة البلدين وهو ما يعني اقصاء الحليفة الصغيرة ذات الطموح الكبير من معادلة النفوذ في المنطقة.