تحملت من اول يوم زواج بخل زوجها معلله ذلك بظروفه الماديه الصعبه ودخله الغير ثابت .. وهى تعلم بانها تكذب على نفسها .. واعتقدت انه ربما يبخل عليها لكنه بمجرد ان ينجب الابناء سوف يتغير ويصبح عطوفا .. فقلب الزوج ممكن يجف نحو زوجته ويقسو عليها .. لكنه لا ينضب أبدا نحو ابناءه ويعطيهم كل ما يملكه من قوت يومه .. لكن حتى هذه الفكره كانت خاطئه .. وتقول الزوجه "مروه" 34 سنه ربة منزل فى دعوى الخلع التى تقدمت بها امام محكمة اسرة الجيزه ضد زوجها "أشرف" 39 سنه أعمال حره .. بعد زواج استمر 7 سنوات أثمر عنه طفلين اكبرهما 3 سنوات والاصغر عامين .. تقول بدموع عينيها التى لم تجف لحظه:
رغم ان الله أعطانى العلامه حتى أبتعد عنه .. وحرمنى من الانجاب لاكثر من اربع سنوات بعد الزواج .. وكأنه النصيب يهمس لى بان أحصل على حريتى وحيده حتى أتمكن من بدأ حياه جديده مع شخص آخر .. لكنى مع الاسف لم أفهم هذه الرساله .. واستمريت ألهس وراء حلم الامومه الذى طالما راودنى .. والان اشعر بان حملى ثقيل لا اتمكن من التغلب عليه!
كان زواجى منه زواج صالونات تقليدى جدا .. تعرفت عليه من خلال احدى الاقارب وشعرت براحه نفسيه نحوه .. حيث رسم دور الرجل الشهم الشرقى الذى يريد الزواج بابنة الحلال ويدخل البيت من بابه ويطلبها للزواج دون اللف او الدوران .. كان والدى متوفى ووالدتى ربة منزل امرأه بسيطه طيبة القلب تصدق اى كلام يقال لها .. واشقائى يصغرونى سنا .. اما اعمامى فهم يتمنون التخلص من همومنا اليوم قبل الغد .. وبمجرد ان اخبرهم بانه يعمل فى محل للادوات الكهربائيه ويمكنه الزواج بعد ادخاره مبلغا من المال .. وقد قام بالتقديم على شقه تابعه لاسكان الشباب لكنه لم يستلمها بعد .. وطلب الزواج فى شقه ايجار جديد حتى نحصل على الاخرى .. وافقوا على الفور على طلبه وكنت قد انهيت دراستى الجامعيه على الفور .. وكانت سعادة والدتى وانا الاخرى لا يمكن ان انكر ذلك .. فشعرت بسعادة كل فتاه فى ظروفى سوف انتقل لحياه جديده اخرى بها شخص مسئول عنى!
لا اعلم بانى سوف اذهب للجحيم بعينه .. فزوجى كان يعمل فى محل وله دخل جيد كل شهر .. لكن المخدرات كانت تلتهم هذه الاموال التى يحصل عليها .. فكان الحشيش والترامادول اهم من طعامنا .. كان يبخل على البيت باى مليم يدخل جيبه .. فكان يتحجج بانه لم يحصل على اى اموال وحركة البيع والشراء هادئه .. ثم اتفاجئ به يدخن سجائر الحشيش ومع المخدرات .. عندما اسأله من اين آتى بهذه الاموال كان ينهرنى ويخبلانى بانه ليس من شأنى .. وليس لى ان اسأله عن اى شئ فهو حر وله ان يفعل ما يريد!
وبدموع تملأ صوتها وعينيها تقول مروه بحسره بالغه:
كنت مغفله وساذجه بشكل مبالغ فيه .. فكنت أدعو له بالهدايه رغم ادرراكى التام بانه مريض بالادمان ولن يقلع عنه يوما .. وبدلا ان ابتعد عنه واطلب الطلاق خاصة انى لم اكن انجبت منه بعد .. الا انى كنت ابحث عن الانجاب مثل المجنونه وابحث عن اى وسيله تمكنى من الانجاب وذهبت للعديد من الاطباء لتحقيق حلمى بان اصبح أما ً .. ونسيت ان زوجى بخيل بمشاعره وامواله .. ولا يهتم الا بمزاجه وادمانه فحسب .. وكنت اقترض المال من امى حتى اعالج نفسى وانجب .. وتمكنت فى فتره من الفترات من الحصول على فرصة عمل كنت ادخر منه المال للانفاق على نفسى وعلى علاجى .. ومرت السنوات وكأن الله يريد ان يحول بينى وبينه بعدم الانجاب .. وكأنها رساله من السماء أرسلها لى الله بعدم الانجاب والابتعاد عنه " ولا تكرهوا شيئا وهو خير لكم" .. لكنى مع الاسف لم انتبه لكل هذا .. واستمرت الغمامه على عينى وقلبى .. وكل ما تملكنى هو شعور الامومه الذى سيطر على تفكيرى .. حتى تحقق الحلم وحملت فى ابنتى الكبرى بعد اكثر من اربع سنوات زواج!
كانت سعادتى لا توصف .. الفرحه غمرتنى وشعرت بان الدنيا اعطتنى ما اتمنى .. ولا ادرك ان ما قادم فهو الاصعب فى حياتى .. عشت اسوأ ايام حياتى .. بالطبع لم اتمكن من الخروج للعمل مره اخرى بسبب ظروف حملى الصعب .. وعدت اعيش تحت وطأة زوجى .. وبخله الشديد اهدر صحتى وجعل الامور اصعب على .. فقلة الطعام وعدم تمكنى من شراء العلاج جعلتنى ارقد فى الفراش طوال فترة الحمل وانا مريضه .. وتارة اذهب لبيت امى وتارة اخرى اطلب مساعدة اسرته .. حتى انجبت ابنتى وعدت مره اخرى لعملى حتى انفق عليها!
ورغم محاولاتى وقتها للحصول على الطلاق .. لكنه كان يعود ليقدم اعتذاره ويتعلل بالحجج الوهميه من سوء احوال التجاره والبيع .. وكانت امى تخاف من فكرة ان اصبح مطلقه خاصة انه اصبح معى ابنه منه .. واعتقدت خطأ ان انجابى صعب ولم اخذ اى وسيله لمنع الحمل .. ففوجئت بحملى فى ابنى الثانى بعد شهور قليله من انجاب ابنتى .. ولا انكر شعورى بالخوف وقتها .. لانى عانيت بشده فى حملى الاول وكنت سعيده بعودتى للعمل .. لكنى شكرت الله كثيرا على هذه النعمه فطالما حلمت بان اكون ام!
وبعد انجابى ابنى ادركت بان الحياه مع هذا الرجل مستحيله .. فقد تركت العمل هذه المره بلا عوده .. فالظروف اصبحت اصعب واصبح معى طفلين لا اتمكن من تركهم فى اى مكان .. كما انه ليس لى فرصه للحصول على فرصة عمل جيده بمرتب يمكنى من العيش وابناى .. وبدأت اشعر بجد ببخل زوجى وامساكه على المال فى الوقت الذى ينفقه على كيفه والمخدرات .. زادت المشاكل بيننا وأصريت هذه المره على الطلاق لكنه رفض .. واقسم بانه سيتركنى معلقه ولن يعطينى اى شئ سواء حريتى او مال للانفاق على نفسى .. وترك لى منزل الزوجيه ورحل لاسرته!
بدموع مثل الامطار وحسره تملأ قلبها قالت مروه:
ولان الديون كانت كثيره حيث كان يرفض زوجى دفع فواتير الكهرباء او الغاز او حتى ايجار الشقه .. فقد قررت ترك شقة الزوجيه بالمنقولات التى فيها .. وحملت طفلاى الى بيت امى التى تعيش هى الاخرى فى شقه ايجار جديد بعد ان قامت ببيع شقتها لمساعدة شقيقى الاصغر .. وتحملت امى كثيرا من اجلى واجل ابنائى .. وكلما اطلب منه المال يرفض .. فقررت الانتقام منه برفع دعوى خلع ضده .. وكذلك رفع دعوى نفقه لى ولابنائى الصغار وأجر مسكن حضانه .. والمثير ان زوجى يشعر بالاستغراب لانى اطلب سكن للحضانه ويقول بانه تركنى فى شقة الزوجيه الايجار الجديد دون ان يطردنى وابنائى .. وهو يدرك بانه لم يدفع اى شئ يخص هذه الشقه مما يعنى باننا مهددين بالطرد منها فى اية لحظه!
جبروت زوجى اجبرتنى على التقدم بدعوتى ولن اتنازل عنها يوما من الايام .. فانا اصر للحصول على الخلع لانه لن يطلقنى الا اذا تنازلت عن كل حقوقى ولن اتنازل عنها الا اذا خلعته .. اما ابنائى فلهم حق على والدهم الذى لا يستحق ان يحمل كلمة "أب" .. ولابد ان يتحمل نفقاتهم خاصة ان امى امرأه عجوزه ومعاشها يكاد يكفيها .. ورغم ذلك تساعدنى منه ولا اتصور ماذا سيحدث لى او ماذا افعل لو حدث لها اى مكروه؟!
انتهى كلام الزوجه بدموع عينيها .. وانتهت معها سطور دعواها .. والتى تحدد لها جلسه فى بداية مارس القادم بعد ان فشلت محاولات الصلح بينهما لعدم حضور الزوج!