عين الحقيقة/متابعات
عقب عودة مفاجئة الى عدن على متن طائرة إماراتية خاصة اتهم عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي في الجنوب جماعات (الاخوان) بالاعداد للحرب واصفا تحركاتهم في اطار اتفاق الرياض كمن يضع العصي في الدواليب.. في اشارة لاعداد العدة لمرحلة صراع جديدة.
ورسم اللواء عيدروس الزبيدي في مقابلة نشرت بجريدة عكاظ السعودية ملامح المرحلة المقبلة في اطار اتفاق الرياض والتحديات التي تواجه تنفيذه.
حيث جدد الزبيدي اتهام الاخوان (حزب الاصلاح) المكون الابرز في حكومة الشرعية الموقعة معه على اتفاق الرياض- بالخيانة والكذب مشيرا الى انهم يضعون العصي في الدواليب.. وان اكاذيبهم لم تعد تنطلي حتى على السعودية.
واكد انهم يحاولون بكل وسيلة التسويف وإضاعة الوقت، ووضع العقبات، واستفزاز القيادات، لإفشال اتفاق الرياض.
وجدد التاكيد على هدف الانفصال وإعادة دولة الجنوب كما كانت قبل عام 1990 معتبرا ذلك هدفا إستراتيجيا بعيد المدى.
وحدد الزبيدي ملامح تعامل الانتقالي المدعوم اماراتيا مع زعماء القبائل خلال المرحلة القادمة.
مؤكدا انه يقوم على مبدأ تخليهم عن التفكير بالسيطرة بحكم الثقافة المستمدة من زمن الانتداب البريطاني.
واشار الى ان اعلان الانفصال مرتبط بما يريده التحالف العربي بالمجلس الانتقالي في اليمن وتطلعه الى الانفصال قائم بما سيقدمه التحالف من الدعم اللوجيستي والدولي للمجلس.
وفي نفس السياق عاد الزبيدي وعدد من قيادات الإنتقالي بصورة مفاجئة الى عدن , الخميس , على متن طائرة إماراتية خاصة , في وقت يراوح اتفاق الرياض على نقطة البداية التي تعثر الولوج اليها للبدء في تطبيق الاتفاق المتعثر , وسط تزايد التعقيدات والخلافات حول بنود الاتفاق والية وشكل التنفيذ .
المجلس الانتقالي الذي ما يزال يفرض سيطرته على عدن يرفض التنازل لحكومة هادي , وتسليم المؤسسات الحكومية والمعسكرات التي تسيطر عليها وكذا رفضه تسليم الاسلحة الثقيلة واعتبر ذلك تسليم رقابهم لحزب الاصلاح , وهو ما يشير الى وجود خلافات جوهرية حول الاتفاق والملحقين الامني والعسكري .
وقالت مصادر سياسية ان الانتقالي يسعى لتطبيق الاتفاق برؤية جديدة تبقيه المسيطر والمتحكم بعدن والمؤسسات الحكومية وهو التوجه الذي تدعمه الإمارات للحفاظ على تواجدها من خلال فرض تلك الأجندة الامر الذي لا تقبله حكومة هادي والذي بدأ استعدادت عسكرية لمواجهة محتملة .
اللافت في الامر ان عودة الزبيدي جاءت بعد زيارة ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان , إلى ابوظبي , واجرائه مباحثات مكثفة مع محمد بن زايد وزير الدفاع وولي عهد ابوظبي , وكانت اليمن في صدارة تلك المباحثات .
وهو ما يشير إلى ان هناك إتفاق جديد بين الرياض وابوظبي ابرم في الغرف المغلقة حول تنفيذ اتفاق الرياض , الذي كان حصيلة مباحثات مستفيضة بين مخابرات البلدين حتى الوصول الى الصياغة النهائية التي تعثر التوقيع عليها أكثر من مرة حتى اجبر طرفي التوقيع – الانتقالي وحكومة هادي – على الامضاء رغم الاعتراض على البنود .
وما العودة التي جاءت على وجه السرعة للزبيدي على متن طائرة خاصة إماراتية , الا احد مخرجات هذا الاتفاق الذي عقد بين المحمدين .
الآن وبعد ان اصطدم اتفاق الرياض بالكثير من العراقيل المتوقعة على ارض التنفيذ , يبدو ان هناك اتفاق سعودي إماراتي جديد حول شكل التنفيذ الجديد الذي بالتأكيد سيرجح كفة الانتقالي على حساب حكومة هادي التي لم تستطع العودة الى عدن , وسمح فقط بعودة رئيس الحكومة معين عبدالملك وبضعة وزراء , لحل قضايا تؤرق الانتقالي من ابرزها صرف المرتبات وتحسين الخدمات المتدهورة .
وكانت مصادر سياسية قد افادت ان تنفيذ الاتفاق يسير لصالح المجلس الانتقالي و السعودية , في حين لم يتحقق أي بند في صالح حكومة هادي .
وتتزامن عودة الزبيدي الى عدن مع تفاقم الخلافات بين الانتقالي وحكومة هادي , في ظل عودة التحشيدات العسكرية للطرفين ما يهدد بنسف اتفاق الرياض.