عين الحقيقة/تقارير
*رفيق حمودي
تتزايد حدة الخلافات الجنوبية - الجنوبية يوما بعد يوم و بحسب سياسيين : فإن الحراك الجنوبي الذي كان يتمثل بفصيلين رئيسيين أو ثلاثة وفصائل أخرى عديدة تفرعت وأضحى الجنوب من خلالها يحمل مكونات وشخصيات وقيادات جنوبية عدة تنادي بأكثر من توجه جنوبي كان آخرها تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي ـ 2017م ـ بقيادة عيد روس الزبيدي ونائبه هاني بن بريك على خلفية اتهامهم قيادات في الشرعية بتهميش الجنوبيين وبدعم معلن من الإمارات وأضحى لهم جناحا عسكريا - وفق تصريحاتهم المعلنة - والمتمثل بقوات الحزام الأمني التي أجرت أول تجارب حربها ضد قوات الرئيس اليمني المقيم بالرياض / عبدربه منصور هادي و المسماة ب " الشرعية " والمدعومة من السعودية .
وكانت نتاج حروب الانتقالي - وفق المعطيات الراهنة - الوصول الى اتفاق الرياض الذي شرعن وبصفة رسمية - وفق مراقبين - للانتقالي الجنوبي وتواجده .
وليس ببعيد عن الانتقالي تأتي قوى الحراك الجنوبي الأخرى المشكلة حديثا والمنقسمة إلى أكثر من فصيل وأهمها مجلس الحراك الثوري الذي يرأسه القيادي الجنوبي / فؤاد راشد والذي اعتقل مؤخرا وفق تصريحات منسوبة له عقب الإفراج عنه ، وفصيل المجلس الوطني لتحرير الجنوب الذي يرأسه القيادي الجنوبي / حسن باعوم والذي يهاجم المجلس الانتقالي الجنوبي وكذا فصائل جنوبية أخرى تشكلت خلال السنوات القليلة الماضية و منها مجالس الحراك الجنوبي في محافظات عدن والضالع ولحج وأبين والتي أنشئت على نقيض المجالس المحلية اليمنية الغير معترف بها - حسب تصريحاتها - .
والى ذلك - وبحسب مراقبين ومهتمين بالشأن الجنوبي - برزت تيارات جنوبية أخرى تدعمها الإمارات والسعودية بطرق مباشرة وغير مباشرة .
ووفقا لما أعلن: فهناك مؤتمر حضرموت الجامع الذي يرأسه القيادي الجنوبي الحضرمي الشيخ عمرو بن حبريش - وبحسب خطته المعلنة - يطالب مؤتمر حضرموت بكيان مستقل لأبناء حضرموت ويرفض تقسيم حضرموت إلى محافظتي.
و ظهر أيضا الى الساحة الجنوبية – بحسب إشهار سياسي - المجلس العام أبناء محافظتي المهرة وسقطرى والذي يرأسه السلطان / عبدالله عيسى آل عفرار وهذا المجلس مناهض للتواجد السعودي والإماراتي - بحسب سياسته المعلنة - ويطالب بدولة المهرة وسقطرى وينفي دعم سلطنة عمان له كما يتهمه بعض القيادات الجنوبية .
وهناك تيارات جنوبية وفصائل عدة وبحسب قيادات جنوبية : فإن كل الفصائل الجنوبية عجزت عن إيجاد تيار سياسي موحد يجمعها وفق عمل مؤسسي موحد ورؤية سياسية واحدة تعبر عن الشارع الجنوبي الذي - بحسب مراقبين - بات يطالب بكيان جنوبي مستقل وواحد يلبي لهم طموحاتهم في حق تقرير المصير واستعادة ما يطالب به البعض من دولة جنوبية لا تعتمد على إملاءات الخارج ـ حد قولهم ـ .
و تتعدد فصائل الحراك الجنوبي على الساحة الجنوبية فهي - وفقا لما أعلن عنه وبتكتلات تم إشهارها - أكثر من سبعين فصيلا في الحراك الجنوبي وهي إلى جانب ما ذكر آنفا من تيارات جنوبية - مستحدثة - تشكل فصائل عدة وأسمائها وبالتفصيل كالتالي :
المجلس الأعلى للثورة الجنوبية السلمية لتحرير واستقلال الجنوب. 2- المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير واستقلال الجنوب. 3- المجلس الوطني السلمي لتحرير واستقلال الجنوب. 4- الحركة الشبابية والطلابية السلمية لتحرير واستقلال الجنوب . 5- التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) 6- اتحاد شباب الجنوب . 7- حركة شباب 16 فبراير . 8- الهيئة الشرعية الجنوبية للإفتاء والإرشاد. 9- اتحاد علماء الجنوب. 10- اتحاد نساء الجنوب . 11- جمعية المتقاعدين الجنوبيين. 12- جمعية الشباب الجنوبيين العاطلين عن العمل. 13- تنسيقية التصالح والتسامح الجنوبي. 14- منتدى الأكاديميين الجنوبيين. 15- اتحاد نقابات العمال الجنوبيين. 16- نقابة المعلمين الجنوبيين . 17- نقابة المحامين الجنوبيين 18- نقابة أطباء الجنوب . 19- نادي القضاء الجنوبيين . 20- نقابة المهندسين الجنوبيين. 21- نقابة الطيارين الجنوبيين. 22- نقابة الأدباء والصحفيين الجنوبية. 23- نقابة الصيادين الجنوبيين. 24- ملتقى إعلاميي عدن. 25- تحالف قبائل وأبناء حضرموت. 26- تحالف مشايخ وقبائل يافع - المكاتب العشرة. 27- تحالف قبائل ووجهاء شبوة . 28- تحالف قبائل الفضلي والعوذلي والرهوي و المراقشة بمحافظة ابين. 29- تحالف أبناء وقبائل الصبيحة. 30- مكتب المشيخة العبدلية. 31- منسقية قبائل وأبناء الضالع والشعيب. 32- منسقيه أبناء وقبائل المهرة. 33- حلف قبائل با كازم وأبناء المحفد وأبين. 34- تنسيقية أبناء سقطرى. 35- تحالف قبائل آل حميقان والزاهر الجنوبية. 36- التجمع الاشتراكي الجنوبي. 37- رابطة أبناء الجنوب. 38- جبهة تحرير الجنوب. 39- منسقيه طلاب جامعة عدن . 40- منسقيه طلبة الثانوية والمعاهد الفنية الجنوبية. 41- المجلس الأعلى لأبناء وأهالي عدن. 42- تجمع القوى الجنوبية المدنية. 43- حركة شباب عدن . 44- المجلس الأعلى لشباب عدن . 45- حركة النهضة الجنوبية . 46- تيار مثقفون من اجل جنوب جديد. 47- التكتل الشبابي المتحد. 48- الجبهة الشبابية المتحدة. 49- حركة وفاق الجنوبية. 50- حركة العدالة والديمقراطية الجنوبية. 51- مجلس نساء الجنوب. 52- اتحاد الشباب والرياضة الجنوبي. 53- اتحاد الفلاحون والتعاونيات الزراعية الجنوبية. 54- التكتل الجنوبي لحقوق الإنسان. 55- منسقيه أُسر شهداء الثورة الجنوبية للتحرير والاستقلال. 56- الجمعية العمومية لمؤتمر شعب الجنوب. 57- ملتقى شباب الجنوب عدن. 58- ملتقى شباب الجنوب بالقاهرة. 59- حركة الشباب الثائر الجنوبية. 60- اتحاد شباب الثورة الجنوبية السلمية. 61- التجمع العدني - الوطني الحر. 62- ملتقى أبناء الجنوب بصنعاء 63- جالية أبناء الجنوب بالسعودية . 64- جالية أبناء الجنوب بأمريكا . 65- الجالية الجنوبية في بريطانيا وأروبا. 66- الجالية الجنوبية بشرق آسيا. 67- تجمع أبناء الجنوب بالقاهرة. 68- حركة موج الجنوبية بالخارج. 69- تنسيقية الجالية الجنوبية بدول الخليج. 70- مكتب الرئيس علي سالم البيض – بيروت.
وبحسب برامجها المعلنة : فإن المكونات المذكورة بعضها ترفع شعارات تحرير الجنوب والانفصال والاستقلال وبعضها تطالب بسرعة فك الارتباط وفض الشراكة مع المحافظات الشمالية أو الشمال كما يسمونه وحق تقرير المصير وتسمية أي تواجد عسكري أو مدني لأبناء المحافظات الشمالية بالاحتلال وتطالب باستعادة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية - قبل 22 مايو / 1990 م ـ ومن تلك المكونات الجنوبية - وفق برامجها وخططها المعلنة أيضا - ما يطالب بدولة الجنوب العربي وعودة الشراكة ومنها ما يطلب الفدرالية والمناصفة مع المحافظات الشمالية - الجمهورية العربية اليمنية ـ قبل 22 مايو / 1990 م ـ .
ويرى مراقبون : أن جميعها ظلت شعارات وخطابات لغايات وصفوها ب : " المتناقضة مع بعضها البعض والغير متجانسة سياسيا وقانونيا "
سياسيون وقيادات من الجنوب أيضا : يحذرون من تعدد تلك المكونات الجنوبية والتي وصفوا بعضها ب : " المرتهن للخارج " وبعض قياداتها ب : " الباحثين عن مصالحهم الشخصية " .
مدللين على ذلك بتعدد التيارات وتناحرها وبعدم نجاح أي منها رغم الدعم الخارجي الذي يقدروه بالمليارات والتي قالوا لو أنفقت على الشعب الجنوبي فقط لجعلته أثرى الشعوب بالمنطقة .
والأخطر من ذلك : أن سياسيين يؤكدون أن معظم قادة هذه التيارات الجنوبية لهم حسابات سابقة ـ أسرار ومعلن ـ سواء التناحرات ما قبل 67 م التي كانت بين السلاطين و المشيخات ورابطة رأي وجبهة التحرير والجبهة القومية وتيارات أخرى . أو صراعات ما بعد ذلك بين قيادات الحزب الاشتراكي وخاصة في أحداث يناير ـ 1986 م ـ أو صراعات ما عرف ب : " الطغمة والزمرة " وغيرها من صراعات القيادات والتصفيات التي كانت تتم بين أبناء الجنوب أنفسهم ـ وفق الشواهد التاريخية القريبة ـ بما يؤكد أن قيادات الجنوب لم تعش مستقرة بينها البين ولا بينها وبين جارتها السابقة ـ الجمهورية العربية اليمنية ـ
واليوم .. ـ وبحسب مؤشرات الواقع العسكري والسياسي ـ و وفقا للتصريحات المعلنة من قيادات جنوبية خاصة في الانتقالي ومؤتمر حضرموت ومجلس المهرة و سقطرى وما يعلنوه من دعم خارجي أو محلي وحشود يصفوها هم بالتعبئة لأجل الجنوب تبقى وفقا لذلك وكما يؤكد مراقبون كل السيناريوهات القادمة محتملة بما فيها تكرار سيناريو حرب الانتقالي والشرعية في عدن .
وإضافة الى كل ذلك فإن قيادات عسكرية جنوبية قد عادت للتصريح علنا بنيتها خوض حربا عسكرية إما بينها البين لاستقالا بعضها مثل قيادات المهرة وحضرموت أو بينها وبين قوات الشرعية
وتواكب تلك التصريحات ـ وفق مصادر محلية ـ تحركات عسكرية في أبين و ورفض لانسحاب قوات الانتقالي المتمركزة في عدن في ظل تغذية السعودية والإمارات ـ بحسب مراقبين ـ للصراعات الجنوبية ـ الجنوبية والجنوبية الشمالية .
محللون سياسيون وعسكريون قالوا : إن التحركات السياسية و العسكرية التي تشهدها المحافظات الجنوبية اليوم وتغذيتها من قبل الإمارات والسعودية ـ اللتان لهما مطامع استراتيجية في الجنوب ـ والتركيز للمسؤولين الغربيين على زيارة المحافظات الجنوبية بالوقت الراهن , اضافة الى التوترات الأمنية والعسكرية التي يشهدها الجنوب والحشد العسكري المهول للقوات الاماراتية والسعودية .. أن كل ذلك ينذر بكارثة صراع مسلح في الجنوب ستغدو تفاصيله مرعبة اذا ما تم تداركه والتنبه له من قبل أبناء المحافظات الجنوبية قبل أن ينزلقون في مستنقع الصراعات الدموية القادمة.