عين الحقيقة/ رئيس التحرير
كلنا يعلم الأهمية الطبية الإستراتيجية التي صارت تمثلها هيئة مستشفى الثورة والمكانة التي جعلتها المرفق الطبي الأفضل في المحافظة بل والمحافظات المجاوره.
بحسب إحصائية الهيئة يتراوح عدد المرضى الزائرين للهيئة مابين 3000 الى 4000 زائر في اليوم الواحد مابين مريض مغادر ومريض مرقد.
عقب إندلاع الحرب وتطبيق الحصار الجائر والظالم على بلادنا واشتداد القصف على عديد من المناطق اشتد الضغط على الهيئة وارتفعت نسبة المرتادين إليها وواجهت الهيئة وماتزال تواجه العديد من العقبات والإرهاصات التي تصيبها بالشلل والتوقف عن اداء مسئوليتها الطبية والانسانية تجاه مرضاها.
فبالإضافة الى شح الأدوية والتناقص المتزايد لها برغم جهود السلطة المحلية والمنظمات الدولية الفاعلة في المجال الطبي لتوفيرها الا ان المشكلة تبقى دائمة وان كانت هنالك جهود مثمرة بذلها الكادر الصيدلاني مع الدكتور عادل جبران في انتاج ادوية محلية خففت بعض الضغط في توفير ادوية من ناتج محلي.
كذلك تواجه الهيئة عقبة عطل عدد من الاجهزة الطبية المتوفرة في العيادات الداخلية للهيئة واهمها جهاز الايكو " جهاز رسم القلب " وهذا الجهاز رفضت الشركة الموردة توفير قطع غيار له مشترطة على الهيئة دفع مديونيتها كاملة لها وهي تعلم الظرف الصعب الذي تمر به الدولة من وضع اقتصادي راكد ومنهار وتصر على رفضها رغم كل المناشدات التي وجهت اليها.
كذلك تواجه الهيئة ضغوطات والتزامات مالية امام موظفيها وكادرها الطبي الاجنبي والمحلي.
ثم تأتي العقبة الكبرى وهي انقطاع التيار الساخن عن الهيئة وبإنقطاع التيار فإن ذلك يعني انقطاع شريان مهم ومهم جدا كان سببا في عجز ها عن تقديم دورها الطبي والانساني تجاه مرضاها.
اظطرت إدارة الهيئة لإستخدام المولدات المتهالكة والتي تستهلك الديزل ضعفين المولدات الحديثة. مما أدى لإستنزاف مواردها واصابتها بالشلل التام للقيام بإلتزاماتها امام المرضى.
وجهت إدارة المستشفى نداءت استغاثة كثيرة ناشدت فيها الجهات المعنية بسرعة تزويد المستشفى بمادة الديزل التي يعتمد عليها المستشفى في توليد الطاقة الكهربائية.
وبحسب تصريح للدكتور خالد سهيل رئيس الهيئة ان مادة الديزل تستنزف مايقارب 80% من ايراد الهيئة بالإضافة الى ماتتسبب فيه المولدات من اعطال لمعظم الاجهزة الطبية غالية الثمن بسبب عدم إستقرار التردد الكهربائي. وايضا اعطال المولدات نفسها.
في تصريح تناولته مجلة طبية تنبأت فيه على لسان رئيس الهيئة بأغلاق الهيئة بعد ان تكررت رسائل المناشدات والاستغاثات التي اطلقتها وكان التجاوب ضعيفا من المنظمات المعنية بناها على جملة من الأسباب التي من ضمنها انعدام الأدوية اللازمة وعدم حصول الكادر الطبي على مستحقاته المالية وكذا انعدام المشتقات النفطية التي يعتمد عليها المستشفى في تشغيل الكهرباء.
كذلك انعدام الميزانية التشغيلية للمستشفى أضاف معاناة أخرى لاسيما وأنه الجهة الوحيدة التي باتت تستقبل الكثير من المرضى بعد أن أغلقت معظم المراكز الصحية نتيجة عدم توفر الدواء وكذا عزوف الكوادر الطبية عن العمل نتيجة عدم استلامهم لمستحقاتهم المالية لما يقارب العام.
كادر الهيئة بقيادة الدكتور خالد سهيل تبذل جهودا جبارة لمواجهة كل هذه التحديات بصبر واناه ليستمر مستشفى الثورة الصرح الطبي الصامد في ظل ظروف الحصار والعدوان بغية الحفاظ على ارواح المرضى وتقديم الخدمة الطبية لمرتاديها.