عين الحقيقة/مقالات
✍*فريد المساوى
يكفي أن تنظر لحال فرع نفط الحديدة الآن وما كانت عليه قبل عاميين لتعرف ماذا يعني "حسين مقبولي"، ولا داعي لتوضيح الفرق بين ظروف الحالتين، إلا لما تفرضه ذاكرة المتحاملين الإنتقائية والتي نسيتْ أو تناست فترة تسلّم مقبولي لإدارة الفرع والفوضى التي لازمتها، بدءًا من متاهات السوق السوداء وحتى القصف الهستيري لمنشآت الشركة. فلماذا تُعزى كل المشاكل إلى فترة مقبولي بالذات؟
ولنفترض جدلاً وقوع أخطاء أو كما قيل "تجاوزات"، -وهذا غير صحيح -لماذا لم يعلم بها الأحرق و من يقف وراءه إلا عندما وجدوا أنفسهم في مرمى التهم؟! كل هذا يؤكد أن مقبولي يراد به ان يكون شماعة جاهزة للهروب من الفشل.
وهنا تعود الذاكرة الإنتقائية للمتحاملين على مقبولي وتجبرك على تخطي كل الإيجابيات والإنجازات لتكتفي بالتركيز على "تجاوزات" سلَّمنا جدلاً بوقوعها، بينما هناك في المقابل تهم صريحة من أرفع سلطة قضائية. للادارة الحالية بالفساد
أمر طبيعي بالنسبة لعصامي بَنى نفسه بنفسه، لا يدين بالمجاملات الثقيلة لأي أحد، بخلاف من يأتي على ظهر الوساطات والمحسوبية القبلية والقرابة الاسرية التي تجرّ ورائها كمّاً من الإلتزامات والدَين الواجب قضائه حال تسلّمه للمنصب.
سواءًا في إدارته لفرع نفط الحديدة أو عمله كنائب اقتصادي في رئاسة الحكومة، لم يُعرف عنه إلا التفاتته الدائمة لمعاناة الآخرين وحرصه الإنساني على استغلال مكانته في مساعٍ خيرية وإنسانية غالباً ما تتكلل جهودها في تكفل إحدى الجهات، تارةً بتوفير محاليل الغسيل الكلوي، وتارةً أخرى بتوفير أدوية مخصصة لمراكز الكوليرا وأدوية مرضى السرطان. ومتابعة عودة الكهرباء
حيث كان يؤكد دائماً وبعفوية على ضرورة إستشعار الجميع للمسؤولية تجاه معاناة الموطنين.
في الوقت الذي صمت فيه الجميع_رهبةً ورغبة_عن العوار الفظيع الذي شاب نظام القسائم السلعية، وقف مقبولي وحده في صف المواطن البسيط واضعاً نفسه أمام المدفع من موجات التخوين والتجريح موقناً أن معاملة موظفي الدولة بهذه الطريقة لا يخدم سوى العدو من خلال إضعافه للجبهة الداخلية، رافضاً أن يبقى مجرد ديكور، مختاراً أن يقف مع البسطاء وعامة الشعب.
إذا كانت هناك خطيئة واحدة جناها حسين مقبولي على نفسه_إذا لم نحتسب النجاح خطيئة_فربما هي انحيازه للمواطن والمظلومين فاسمه الذي غالبا ما يكون لشخصاً مظلوماً، وكأن اسم حسين يقترن دائما بالمظلومين.