توقع موقع إخباري أمريكي تلالا من الجثث في أعقاب تحليل للحرب المحتملة مع إيران بعد اغتيال واشنطن الجنرال العسكري قاسم سليماني.
وأكد الموقع "Truthdig" الإخباري الأميركي في مقال لكريس هيدجز مدير مكتب الشرق الأوسط الأسبق لصحيفة نيويورك تايمز إن اغتيال الولايات المتحدة للجنرال الايراني قاسم سليماني ، قائد قوة القدس الإيرانية ، بالقرب من مطار بغداد ، قد يشعل هجمات انتقامية واسعة النطاق ضد أهداف أمريكية .
وتوقع سيناريوا كارثي للاحداث في الشرق الأوسط وإن تؤدي الحرب مع إيران في حال حدوثها إلى نشوب صراع إقليمي طويل ومعقد إذا استخدمت إيران صواريخها المضادة للسفن والألغام والمدفعية الساحلية في حال فكرت في إغلاق مضيق هرمز ، الذي تمر منه 20% من إمدادات النفط وربما تبلغ ثلاثة أضعاف ما سيؤدي إلى تدمير الاقتصاد العالمي.
ناهيك عن الضربات الانتقامية التي قد تشنها إيران على إسرائيل ، وكذلك على المنشآت العسكرية الأمريكية في العراق والتي ستترك المئات وربما الآلاف من القتلى إذا ما تحول سكان المنطقة ذات الاغلبية الموالية لطهران في العراق ولبنان وسوريا وأنحاء عدة في الشرق الاوسط إلى غضب عارم ضد أمريكا وحلفائها والذي سيعجل بنهاية الإمبراطورية الأمريكية ويترك في أعقابه تلالاً من الجثث والآثار المشتعلة والمدمرة..
وأشار الموقع إلى الأخطاء الفاشلة والقاتلة وسوء التقدير من واشنطن وحلفاءها على مدى عقدين من الزمن والتي أدت إلى تكدس الفوضى بالمنطقة وإنتاج دول فاشلة.
ونوه إلى أن الولايات المتحدة وجدت نفسها معزولة بعد الطلب من جميع مواطنيها مغادرة العراق فورا وإغلاق السفارات والقنصليات وأصبحت على شفا جرف هار من الحرب مع ايران في ظل وجود قوة تافهة قوامها 5200 جندي أمريكي في العراق فقط وهو ما ينبئ وعلى ما يبدو بموت الإمبراطورية الأمريكية ليس بالاقوال بل بالافعال.
وفي إطار تحليلها لأبعاد مقتل سليماني أكد الموقع كل من ترامب ونتنياهو ومحمد بن سلمان غارقون في الفضائح والانتهاكات، ولذلك فهم يظنون أن فتح جبهة حرب مع إيران قد تشتت أنظار العالم بأسره عن جرائمهم وفضائحهم تلك.
مؤكدا أن قتل سليماني إلى جانب أبو مهدي المهندس نائب قوات الحشد الشعبي في العراق الذان قتلا بصورايخ أطلقت من طائرة من طراز MQ-9 Reaper على موكبه أثناء مغادرته مطار بغداد عمل انتحاري يفتح لاحتمال حدوث سيناريوهات كارثية لا يمكن لدونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التنبأ بها.
وذكر الموقع أن التوتر وتصاعد الهجمات من كلا الجانبين الأمريكي والإيراني كان أخرها محاولة إغلاق السفارة الامريكية في بغداد كلها أنتقامية تماما مثل لعب الأطفال.
وقال : لقد تم تدميرالبنية التحتية بعد غزونا واحتلالنا للدولة الموحدة في العراق عام 2003 .. وأكدت أن خدمات الكهرباء والماء ، في أحسن الأحوال لا توجد وهناك ارتفاع كبيرفي معدلات البطالة والسخط الشعبي بسبب الفساد الحكومي بات واسع النطاق وأدى إلى احتجاجات دموية في الشوارع.
لافتا إلى أن السياسة الخاطئة للإدارات الامريكية أنتجت ميليشيات متحاربة وفصائل إثنية ومناطقية تتنافس العداء في العراق.. وأضاعت بالحرب دولة أفغانستان. وصيرت ليبيا دولة فاشلة ..
أما اليمن فبعد خمس سنوات من الغارات الجوية السعودية المستمرة والحصار يعاني واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
وفي سوريا وتم طرد المعارضة المعتدلة في سوريا من قبل إرهابيين وتم إخضاعهم بعد القتال للانسحاب .. وأكد الموقع كل تلك الخسائر زادت من التكلفة العسكرية والمادية وهو ما اشبه بحماقة تقود أمريكا إلى أكبر خطأ أستراتيجي في التاريخ الأمريكي وتكبد ديون تتراوح بين 5 تريليونات دولار و 7 تريليونات دولار.
وتساءل موقع "Truthdig" الإخباري الأميركي ..فلماذا خوض الحرب مع إيران؟ لماذا الابتعاد عن الاتفاق النووي الذي لم تنتهكه إيران؟ لماذا شيطنة الحكومة التي هي العدو القاتل لطالبان ، إلى جانب الجماعات الجهادية الأخرى ، بما في ذلك تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية؟ لماذا تحطيم التحالف الفعلي الذي لدينا مع إيران في العراق وأفغانستان؟ لماذا اللجوء إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في منطقة بالفعل متقلبة بشكل خطير؟
ودعا إلى محاكمة الجنرالات والسياسيون الذين شنوا هذه الحروب ومحاكمتهم بسبب إلقاء أمريكا في المستنقعات التي أوجدوها.
وأكد إن أولئك الجنرالات هربوا لشن حرب مع إيران ناسين مئات الآلاف من القتلى والمشوهين ، بما في ذلك ما لا يقل عن 200000 مدني ، والملايين الذين نزحوا من ديارهم إلى مخيمات النزوح واللاجئين لا يمكنهم ، حسب إصرارهم ، أن يكونوا نتيجة لسياساتنا الفاشلة والمضللة.
وأضاف إن تكاثر الجماعات الجهادية المتطرفة والميليشيات ، التي تم تدريبها وتسليحها من قبل إمريكا إلى جانب الهجمات الإرهابية العالمية المستمرة ، يجب أن يتحمل نتيجتها الجنرالات ووكالة الاستخبارات المركزية والمقاولين من القطاع الخاص ومصنعي الأسلحة الذين أصبحو أثرياء من نعوش تلك الصراعات كأمثال السياسيون مثل جورج دبليو بوش وباراك أوباما ودونالد ترامب ، إلى جانب "الخبراء" والمشاهير الذين يخدمون كمشجعين لحروب لا نهاية لها والذين يحاولون إقناع انفسهم بالإضافة إلى أقناع الأمريكيين أن إيران مسؤولة عن كوارثنا في المنطقة.
ورد الموقع باللائمة للفوضى وعدم الاستقرار لأمريكا نفسها التي أطلقت العنان لها في الشرق الأوسط ، وخاصة في العراق وأفغانستان وهو الامر الذي مكن إيران أن تكون دولة مهيمنة في المنطقة مشيرا إلى أن واشنطن ليس لديها أدنى فكرة عن كيفية عكس خطأها في المنطقة سوى بمهاجمة إيران.
واختتم موقع "Truthdig" الإخباري الأميركي مقاله بالقول : كل من ترامب ونتنياهو ومحمد بن سلمان غارقون في الفضائح والانتهاكات، ولذلك فهم يظنون أن فتح جبهة حرب مع إيران قد تشتت أنظار العالم بأسره عن جرائمهم وفضائحهم تلك
وقال :هناك تعمد واضح لتجاهل القانون الدولي ، إلى جانب حقوق 80 مليون شخص في إيران ، تمامًا كما تم تجاهل حقوق شعوب أفغانستان والعراق وليبيا واليمن وسوريا والإيرانيون ، بغض النظر عن شعورهم تجاه نظام الحكم في بلادهم فهم لن يروا الولايات المتحدة حلفاء أو محررين وإنما محتلين.
وأضاف :الولايات المتحدة ، مثل إسرائيل ، أصبحت منبوذة تمزّق أو تنتهك أو تغيب عن القانون الدولي. نشن حروبًا وقائية ، والتي يتم تعريفها بموجب القانون الدولي على أنها "جريمة العدوان" ، بناءً على أدلة ملفقة. يجب علينا ، كمواطنين ، محاسبة حكومتنا على هذه الجرائم. إذا لم نفعل ذلك ، فسوف نكون متواطئين في تدوين نظام عالمي جديد ، سيكون له عواقب وخيمة.