* فؤاد الجيلاني
قبل البدء او الغوص في اي تفاصيل عن كتاب شخصيات من عبق ذاكرة الحديده والذي انا بصدد الكتابة عنه ، علي ان اشير الى ماتعرضت له تهامة ذات التأريخ و الامجاد و كان لابنائها الكثير من المحطات النضالية المواقف النضالية المشهود لها ودفاع ابنائها عنها ضد الدول الاستعمارية التي حاولت السيطرة على اراضيها و احتلال وطنها... طوال قرن من الزمان.
،تهامة تعرضت للظلم و التهميش المتعمد من قبل الكثيرين ممن كتبوا او تحدثوا عن التأريخ اليمني وظل التهميش مستمراً الى بدء الالفية الحالية ظهرت كوكبة من ابنائها و من غير ابنائها للتنقيب عن تأريخها المنسي و عملت على ابرازه للعلن ، ولكم فوجئنا بكل ذاك الزخم المخفي عن عمد كجزء من التأريخ اليمني ككل و لايزال تأريخ تهامة ملئ بالعديد من الأحداث التي عملت على بلورة التأريخ اليمني بكافة اطيافه الثقافية و السياسية و كانت جزء لايتجزأ من نسيج المجتمع اليمني عموماً .
الكاتب و الصحفي وليد علي غالب احد الكتاب الذين اغترفوا من هذا التاريخ العريق واستسقى عدد من الشخصيات التي عاشت و ترعرعت في المحافظة و من عدة اطياف متنوعة منها سياسية و ودينية و تجارية و ادبية و فنية و وطنية ، شخصيات وضعت بصماتها الجلية وما قدمته هذه الشخصيات في بناء وتعمير محافظة الحديدة.
يأتي كتاب شخصيات من عبق ذاكرة الحديدة الذي يعد باكورة الكاتب وليد علي غالب انطلاقاً مع دخول العام الميلادي 2023م يناير ، مسجل في ادارة الايداع القانوني بدار الكتب ( الهيئة العامة للكتاب ) بوزارة الثقافة اليمنية برقم ايداع ( 537 ) استعرض من خلاله 58 شخصية و مكون من 12 فصلا.
احتوى الكتاب نبذة مختصرة عن محافظة الحديدة تاريخها وموقعها الجغرافي المهم وتقسيماتها الادارية وسكانها وتضاريسها وثقافتها وآثارها من قلاع واسوار ومدبات ومتاحف ومساجد . . ، كما احتوى على أبرز أسواقها وموروثاتها الشعبية باسلوب جميل ومختصر وسهل يجعل القارئ يبحر معه ويسموا بين بحارها وسهولها ومناطقها السياحية التي لطالما اصبحت قبلة لأبناء اليمن من شرقها لغربها ومن جنوبها لشمالها.
حقيقة اؤكدها ان الكتاب يختزل اعلام تأريخية تهامية من اطياف متنوعة تجول بالقارئ في العديد من البساتين و انتقاء العطر الذي يتذوقه القارئ بحسب طيفه السياسي و مرجعية للرواد والباحثين في عبق ذاكرة مدينة الحديدة و اعلامها و مرجعياتها و سيسهم ايضاً في اثراء المتصفح للكتاب بثقافة فكرية و معرفية و علمية و منهجية على حد سواء.
تمنياتي للمبدع وليد علي غالب بالتوفيق في منهجيته الجديدة التي خطاها نحو البحث و التوثيق كخطوة ستليها خطوات جديدة لمستقبل اجد في استلهام مواد يقدمها لقراءه المتلهفين لكتابه القادم بإذن الله تعالى.