عين الحقيقة/ مقالات
*عادل انور
دائما ما تفاجئنا مفارقات الواقع_وربما وقاحته_عندما تتعلق الأمور بما نعتقد أنه صحيح، فـلأول وهلة ستعتقد أن مجرد الإعتراض أو التحفّظ على مشيخة الشريم لا يتلاءم مع أبسط مفاهيم المنطق، لكن إذا تفحّصنا الواقع قليلاً، سنجد أن الأمر بديهيٌّ للغاية!
لأنه بنظر المعترضين لا يمثلّ الصورة النمطية المعروفة للشيخ القبلي، والذي اعتادوا أن يكون شخصاً مستبداً ومتسلطاً ومتعالياً وجلِفاً، وهو إن لم يكن طاغٍ فهو على الأقل حاد الطباع لا يفقه شيئاً في الأدب، تكثر حوله الحراسات والبنادق وله حاجب يمنع عامة الناس من أبوابه.
لأنهم لم يروا من قبل شيخاً أديباً مثقفاً ومحبوباً، وفوق كل هذا هو الأكثر حنكة وحكمة وتجربة وقرباً من الآخرين، وعدا عن كونه السياسي المخضرم الأكثر فوزاً محلياً فهو كذلك الكاتب الرفيع والأديب المرهف بمستوىً لا تجده لدى أكاديميّ، فما بالك بشيخ؟!
إن الأهم من كل ذلك هو نجاح الشيخ شريم في تحسين الصورة النمطية السلبية لهذه الوظيفة الإجتماعية_المشيخة_وإعادة ثقلها ودورها الإجتماعي النبيل من خلال تحويل الزعامة القبلية من مجرد عصابة مسلحة لجباية الأموال وأكل الحقوق إلى مؤسسة إجتماعية مدنية تخدم مصالح المجتمع وتعالج قضاياه، كما تحافظ على تماسك النسيج المتين للقبيلة وإبراز الجانب الجمالي والحضاري منها، وقد مكّنته من ذلك شخصيته البارزة وشعبيته الصادقة
وحظى بثقة الالاف من مختلف فئات المجتمع الذين وقعوا له من علماء ومشائخ و اساتذة بالجامعة ممن يحملون الشهادات العليا و مواطنين وموظفين وشباب في حالة انسجام واتفاق فريدة من نوعها توافق فيها الدكتور الجامعي والمواطن البسيط مجمعين فيها على اختيار هذا الرجل فيما هو جديرا به واهلاٌ له.
فهنيئاً لتهامةَ رجلٌ يحمل همّها، إن لم يكن قد وهبه اللهُ لها؛ فهو هبة الله شريم.