عين الحقيقة/مقالات
*فريد المساوى.
حين تجتمع الحنكة والذكاء و الكفاءة والتواضع في شخص ما ، تجد كل شيء حوله يقف إعظاما وإجﻻلا ، وتخر الصعاب خضوعا وتذللا له ؛ فمهما بلغت قوتها وتعاظمت أركانها فحناب يقف سدا منيعا يشتتها يمنة ويسرة بثقة و حكمة وابتسامة وأناقة ليس لها نظير .
عندما صدر القرار بتعيين الشاب العصامي رامي حناب والذي يحمل شهادة الدكتوراه مديرا لفرع شركة النفط اليمنية بمحافظة الحديدة -لم يكن اﻷمر مفاجئا ﻷحد ، فجده وحنكته ونشاطه وحسن إدارته وتدبيره أكسبته قوة ومنعة ليبلغ هرم الفرع ويجتاز كل المؤشرات بإيمان راسخ وعزم فتي وفكر حصيف وإرادة ﻻ تضاهى .
وبرغم ما أثاره البعض -داخل الفرع وخارجه-من أن حناب ليس جديرا بإدارة حسابات فرع شركة كبيرة بحجم شركة النفط اليمنية ، إﻻ أن (رامي) أثبت أن منصبه السابق لم يكن إﻻ منعطفا لمشوار طويل رسمه، وسعى لتحقيقه بهمة عالية وحنكة إدارية اتسمت باﻻتزان واﻻستقرار وتنامي الجهود وتكاتفها ليحقق بذلك رقما قياسيا لم يسبقه إليه أحد قبله ، ويكسب بذلك ثقة القيادة ﻻعتﻻء إدارة أكبر مؤسسة حكومية في المحافظة .
إن قرار تعيينه كان -قرارا صائبا ، حيث تتشكل من خﻻله فلسفة القيادة السياسة وانطﻻقتها لتدعيم المؤسسات الحكومية برموز وقيادات كفؤة كحناب.
إن الدكتور حناب أمة في اﻷخﻻق والتواضع واﻷمانة والقيم وعزة النفس وحسن اﻹدارة ، فكل ذلك يتبلور أمام العيان وتحكيها صفحات وجهه منذ أول لقاء يجمعك به .
وﻻ زلت أتذكر أول لقاء يجمعني برامي -بعد تعيينه مديرا لحسابات الفرع -حينها أحسست أن إجابات اﻷسئلة التي أردت توجيهها إليه قد فسرتها ابتسامته الساحرة وأناقته التي تجوب بك اﻷرض واقفا أمام تمثال الحرية ، وتواضعه وأسلوبه مع جميع موظفي الفرع تعيدك إلى حيث الخﻻفة الراشدة.
وقتها لم أسأله غير سؤال واحد كان مضمونه "ماهي رؤية حناب المستقبلية لفرع شركة النفط بمحافظة الحديدة؟"..وبنظرة ثاقبة وفكر عميق قال:"أن نكون اﻷجدر بالثقة ، واﻷقرب إلى هموم الشعب وتطلعاته، واﻷبرز في قائمة الصدارة " ؛ مختصرا بذلك مساعي القيادة السياسية ، وتطلعات الشعب وآماله المنتظرة من شركة كشركة النفط اليمنية .
لقد ألقي على عاتق حناب مسؤولية كبيرة ، وواجبات هي اﻷصعب في حياته ، حيث تمر الشركة بظروف وأوضاع حرجة جراء العدوان والحصار الغاشم على بﻻدنا ، ولكنه يبقى ذلك العنيد الذي يقهر الصعاب ، ويدك تموجات العمل القاسية وتقلباته المريرة بصدر واسع ، وعزيمة صقلتها التجارب وبرتها اﻷحداث التي عاصرها حناب خﻻل إدارته للفرع.
إن وجود حناب -في قيادة الشركة- يجعل آمال الجميع معقودة عليه وعلى أمثاله من المخلصين والشرفاء من أبناء الوطن ؛ للسير بخطى واثقة للخروج باليمن من أزمتها الراهنة ، ولكي تستعيد الشركة دورها في إمداد الشعب باحتياجاته من المشتقات النفطية ، وإنقاذ اليمنيين من جشع تجار النفط ومستنقعات السوق السوداء.
نعم..فمهما بلغت الصعاب ذروتها ، ومهما ضاقت اﻷوضاع وقست الظروف ؛ فحناب سيقف أمامها -كعصا موسى-يلقف ما يأفكون. وهو بالتاكيد الرمية الصائبة التي ستحقق الاهداف المرجوة في استعاد فرع الشركة عافيته بعد مراحل تشتت وعدم استقرار.