عين الحقيقة/مقالات
شاب يمني استغل طيبة ورفعة أخلاق ابناء جلدته اليمنيين أستغل احساس الغربة القاتل وفرحة القلب حين يرى يمني اخر يشاركه نفس ألم وفرحة الإغتراب لملاسته احد ابناء بلده فيبث اليه شوقه ولوعته لإشتمام مشاقر تعز او فل تهامة الحبيبة.
مشاعر استطاع هذا الشاب العشريني ان يلعب بأوتارها جيدا واحترف الرقص على أنغام معاناة الشعب بداخل اليمن من الأمراض المتفشية بفعل العدوان المغرم بقتل وإبادة الشعب وتدمير بنية البلد التحتية فأوهم الجميع برغبته في شراء شحنة ادوية وارسالها كمساعدة لليمنيين بالداخل بينما كان يسعى في حقيقته المتاجرة بأوجاع والام الشعب الذي ألمت به المواجع وتكالبت عليه الأيام فلم يعد يحتمل ان يستثمر وجعه احد.
اجتمع الضحايا ورفعوا شكواهم للقضاء المصري الا شكواهم جاءت متأخرة فقد كان محترف النصب وزعيم الإحتيال قد فر الى عدن.
عندما تحرك القضاء المصري لجمع الإستدلالات عن هذا الشاب ، تدفقت المعلومات غامرة كنهر جار لتثبت انه يعمل في شراء وشحن الأدوية وعليه شكاوى كثيرة في إصدار شيكات بدون رصيد وفتح أرصدة وهمية في العديد من البنوك المصرية ، وقد صدر بحقه حكمين بالحبس مع النفاذ من قبل المحاكم المصرية بعد إدانته بتحرير شيكات بدون رصيد.
تميز هذا الشاب بذكاء الثعالب وإقدام الذئاب واستخدم هذه الإمكانيات بفن وأحترافية كبيرة في طريق الشر وعالم الإجرام إذ كان يقوم بشحن أدوية الى عدن بأسم مساعدات للشعب اليمني للتحايل على الجمارك في مطار القاهرة ، وكان كل من في المطار يتعاون مع هذا الشاب ويسعى كل مسئول في جهاز الجمارك لتسهيل كل الصعوبات التي يمكن ان تواجه هذا الشاب محبة للشعب اليمني وإنطلاقاً من النخوة العربية في تلاحم الشعوب العربية بغض النظر عن سياسة زعماء البلدان.
كان هذا الشاب يقوم بشحن أدوية الى عدن ويعمل على تحرير مذكرات من السفارة اليمنية الى جمارك مطار القاهرة يطلب فيها اعفاء شحناته من دفع الرسوم على إعتبار انها مساعدات كما كان يستغل تلك المذكرات التي يحصل عليها من السفارة بالتحايل على عدد من الدبلوماسيين في تمرير الشحنة من مطار عدن ,وكذا الحصول على مذكرات من المسؤولين في عدن لاخراج تلك الشحنات كمساعدات ثم يقوم ببيعها في الأسواق. ولايصل شعبه اليمني الذي اوصل شحنة الأدوية بأسمه حتى قارورة دواء واحدة.
آبراهيم هذا هو أسمه وصلت به اخلاقه قمة الإنحطاط والنذالة وهوت به دناءته الى أسفل سافلين القذارة ، وذكرت رواية ان ابراهيم قد تمكن ببراعته الخارقة في فنون النصب والإحتيال من إقناع مديرة جمرك عدن ان بقدرته السحرية ان يبيع لها دولارات بسعر البنك المركزي لأن لديه اصدقاء من كبار المسئولين في الدولة ، وتربطه بهم علاقات متشعبة من المصالح وثقت به المسكينة ووردت الى حسابه مبلغ مالي كبير يقال عشرة ملايين ريال وقعدت تنتظر وصول الدولارات اليها ، ولكن طال إنتظارها قبل ان تكتشف انها كانت ضحية نصب كبيرة..
سارعت لإبلاغ الجهات المختصة وتمكنت اجهزة الأمن من إعتقاله قبل ان يغادر عدن هارباً.
تم إحتجازه ولكن هيهات لمثله ان يعجز عقله عن اختراع فكرة هرب عبقرية وقصة يقنع بها عساكر الأمن البسطاء خاصة ان كان جيبه منتفخ وفئة الألف تبرق في عيون الجنود البسطاء الذي لاتتجاوز رواتبهم العشرين الف ريال ، فر إبراهيم وغادر عدن وحط رحاله عقب وصوله الى صنعاء الى مسقط رأسه بالحديده.
ابراهيم مطلوب في قضايا نصب واحتيال في مصر في عدن وايضاً في صنعاء.
إبراهيم يتواجد في منزله بين اهله أمن مطمئن ، يفكر ، يخطط ، يبحث عن ضحايا جدد ليرمي شباكه حولهم دون ان يؤنبه ضمير او تراوده لحظة ألم عن مصير كل ضحية وقعت بين براثنه.
ضحايا إبراهيم تأن ، تتألم ، تتوجع ، تنتظر ان تقبض عليه أجهزة الأمن ، تقتاده الى القضاء ، لينتصف لها.
ضحايا إبراهيم تعلم ان ما أستولى عليه إبراهيم من اموالهم بالتحايل عليهم لربما لن تعود ولكن يحذوهم الأمل على الأقل ان يرمى بين السجون ليقضي بقية عمره في مكانه الطبيعي هو وأمثاله ليأمن الناس شرهم وقذارتهم.