عين الحقيقة/يحي دعبوش
شكلت جامعة الحديدة غرب اليمن أحد أهم الأرقام الصعبة، إن لم يكن أصعبها على الإطلاق، في مواجهة قوي العدوان السعودي الأمريكي الغاشم، مع مرتزقتهم بالداخل. حيث أصبحت في فترة قصيرة جدا، حديث الشارع اليمني بنضالها العلمي ومحاربتها للفساد المالي والأداري وتصدرها إهتمام الشخصيات السياسية والإجتماعبة والثقافية، ولم يكن نضالها العلمي الوحيد، بل شملت النضال الاستثماري والتنموي ونضال أخر، يتمثل في مواجهة رموز الفساد، بعد حزمة من الاصلاحات أجرتها في الجانب التعليمي والإداري.
لم يكن تربعها على عرش الجامعات اليمنية الحكومية والخاصة لعامين تواليا، من باب الصدفة أو من فراغ، وإنما مرت بمنعطفات وعراقيل شتي، وتحديات وصعوبات عديدة ومواجهات مستمرة مع قوي الشر..
(التعليم الجامعي لم يعد حكرآ على أبناء الأغنياء والمسؤلون وأصحاب الوساطات والوجهاء).
تميزت جامعة الحديدة منذ عامين جامعيين، على القضاء على منابع ومصادر الفساد التعليمي، الذي كانت تئن منه الجامعة والتى يتمثل بالمنح الدراسية "القائمة الرئيسيه"
حيث إنتهجت قيادة الجامعة ممثلة برئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد دغار، سلسلة من الاصلاحات، وفرض لوائح وقوانين نيابة شؤن الطلاب، بمفهوم أوضح تفعيلها، مع وضع خطط مدروسة بعناية فائقة، تكللت جميعها بالنجاح، والتى يعد النجاح فيها من الصعوبة والمستحيل كونها عادة فرضت على المجتمع.
تنعكس تلك الإنجازات التى تحققت فى المجال التعليمي، على أولياء أمور الطلاب والطلاب أنفسهم، من الطبقة الفقيرة والتى لا تمتلك الوساطة أو الإمكانيات المالية لدفع مبالغ بالعملة الصعبة لدخول أبنائهم الكليات النوعية.
عندما يصاب ولى أمر الطالب والطالبة، والذي كان بمنظورهم بان إمتحانات القبول للكليات النوعية، ماهو إلا تحصيل حاصل، وبأن هناك كشوفات نم تجهيزها مسبقآ يضم أسماء المقبولين، وخوض غمار إمتحانات القبول، بنظرهم محاولة يائسة مفروغ منها..
تغيرت مفاهيم وأفكار أولياء أمور الطلبة وقبلها الطلاب والطالبات أنفسهم، عندما تقدموا لإمتحانات القبول، في الكليات النوعية، والذي كان حلم الدخول فيها من المعجزات للطبقة المستضعفين والفقراء.
لم تدرك تلك الطبقة الفقيرة أو الوسطية، من الطالب والطالبة ممن يتميزوا بالذكاء ومسلحين بالعلم والطموح والأمل، بأن تتواجد أسمائهم ضمن المقبولين في الكليات النوعية، وفي المراتب الأولي. حالة من الاندهاش والاستغراب رافقتهم، أسئلة عديدة طرحت، هل نحن في جامعة حكومية يمنية، تمتلك من الشفافية والنزاهة والأمانة الأكاديمية.
وكانت الخطوة الأولي، التى اتخذتها قيادة الجامعة لبناء الثقة المفقودة بين الطلاب والجامعة، عمل قرعة عشوائية في كل إمتحان قبول يتم خلاها إختيار ثلاثة طلاب عشوائيآ، عبر قرعة أمام جميع الطلاب المتقدمين للامتحانات للمشاركة بعملية التصحيح ورصد الدرجات واستمرارهم حتى إعلان نتائج المقبولين.
وبهذا تحققت أحلامهم تدفقت دموع الفرحة منهم ومن امهاتهم، والآباء شعروا بالفخر والاعتزاز.
"إلغاء التعامل مع الوساطات والمذكرات الصادرة من المسؤلين".
من أصعب المراحل التى تواجه أي دائرة حكومية، باليمن، هي تلك الوساطات والمذكرات والأوامر التى تصدر من كبار المسؤلين بالدولة، والتى تحمل معها مجاملات تخالف القوانين، والتي أصبحت سمة من السمات المتعارف عليها في الوسط المجتمعي.
ولهذا جعلت قيادة جامعة الحديدة، نصب إهتماماتها بأن تقضي على تلك العادة التى هي بوابة للمجاملات والإختراقات القانونية، التى تحرم العديد من الطلاب المستضعفين حقهم التعليمي، ومنذ تولي قيادة الجامعة من قبل الأستاذ الدكتور أحمد دغار والأستاذ الدكتور محمد الأهدل، زمام الأمور بجامعة، تم إلغاء التعامل مع المذكرات الصادرة من قبل الجهات الرسمية التى تحمل مخالفات، كم تم إلغاء التعامل مع وساطات المشايخ والوجهات، والتى تجعل من أبنائهم وأقربائهم، لهم تميز خاص على سبيل المثال إعفائهم من رسوم الموازي، قبولهم ومجموعهم لا يطابق شروط القبول والتسجيل، وأما وأبناء المستضعفين والفقراء، هم من يسددوا الرسوم.
ولم تسجل حالة واحدة اختراق أو قبول أي مذكرة مهما كان مصدرها أو الجهة التى أرسلتها، وبهذا الإجراء تم تحقيق العدل والمساواة بين جميع طلاب وطالبات جامعة الحديدة.
"التنازلات المالية المستحقة لرئيس جامعة الحديدة"
نقف عند أهم وأبرز محور، التنازلات التى سجلها رئيس جامعة الحديدة، والتى تقدر بالملايين شهريآ، والتى علق عليها متابعين، بأنها الأولي التى تحصل مع مسئول يمني، بأن يقوم بتنازل عن سكن خاص برئيس الحانعة عبارة عن فيلا، تعد حالة نادرة جدا، لم نعرف بأن مسؤل اتخذها، بينما البعض يبحث عنها وينميها مع مرور الأيام وهو في المنصب، تتراوح التنازلات بكل شيئ يتعلق بأي مبلغ يصرف لرئيس الجامعة، مهما كانت المسميات لها، ومن اي كلية او مركز.
تلك التنازلات أثارت جدل واسع بين الأوساط الأكاديمية والثقافية والسياسية، بأنها مصدر فخر واعتزاز، لرئيس الجامعة والذي أصبح من أهم الرموز الوطنية، من أراد بأن يبحث عن إصلاح مالي وإداري، علية بالبدء بنفسة أولآ، كونة يعد الطريق الصحيح لمحاربة الفساد.
"أول جامعة يمنية تقهر العدوان وتعلن الإنتهاء من العام الجامعي وتستكمل الامتحانات النهائية وكلياتها ومراكزها تعلن النتائج"
للعام الثاني على التوالي تعلن جامعة الحديدة الإنتهاء من العام الدراسي، وتجري الامتحانات النهائية وكلياتها تعلن النتائج، متفوقة على العدوان الغاشم رغم قصف مبني كليات الطب من قبل العدوان للمرة الثانية، بعد ماتم إعادة تجهيزة، مع تواجد حراك نقابي أكاديمي داخل الجامعة، رفع راية الإضراب وعرقلة العملية التعليمية.
"مشاريع تنموية واستثمارية وخدمية تنفرد بها الجامعة رغم العدوان والحصار وتوقف الموازنة العامة للدولة"
تميزت الجامعة بإنشاء معامل لطلاب كلية الهندسة وكلية طب الأسنان، ومحطة وقود، والفرن الإلكتروني، والورشة الفنية لطلاب الفنون الجميلة، وتم افتتاج النادي الصحي الرياضي، تزويد الكليات بالمولدات الكهربائية.
حيث شهدت الجامعة خلال العامين الماضين، ترميمات مبني دار الضيافة الذي كان في حالة إهمال شديدة، وتم إعادة تجهيزة من جميع النواحي.
"ضم مستشفي العلفي للجامعة"
سعت قيادة الجامعة ممثلة بالأستاذ الدكتور أحمد دغار، رئيس الجامعة، الي ضم مستشفي العلفي الى أحضان الجامعة بعد العديد من المحاولات، وتم فك الارتباط المالي والإداري، وتم تزويد المستشفي بالطاقم الطبي الجامعي المتميز ذو خبرة وكفاءة في جميع التخصصات، تم فتح العيادات الخارجية، وشهدعملية ترميم وتجهيز غرف المرضي وتجهيز مركز العناية المركزة، واعتماد اقل مبالغ لتقديم الخدمات الطبية على مستوي المستشفيات الحكومية بالجمهورية.
والتواصل مع المنظمات الدولية للحصول على الاجهزة والمعدات الطبية، وأول منظمة تتواجد في المستشفي بعد ضم المستشفي للجامعة، هي أطباء بلا حدود التى دعمت المستشفي بالأجهزة والمعدات الطبية، كما تم صرف رواتب الطاقم الطبي والإداري بالمستشفي بالعملة الصعبة، وقد تنازل رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد دغار، عن أكثر من 2800$ تصرف له شهريآ، لصالح المستشفي.